أخبار وتقاريرتحليلات

حرب اليمن … السعودية تتلمس طريق السلام

يمنات

صلاح السقلدي

في كلمة له في مستهل أعمال السنة الرابعة للدورة السابعة لمجلس الشورى السعودي، يوم الأربعاء 20 تشرين ثاني” نوفمبر ” الجاري، تحدّثَ الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز عن أهم التحديات التي تواجهها بلاده، ومنها الحرب باليمن. غير أنه هذه المرة – خلافا للمرات الماضية- أحجمَ عن الحديث عن الحسم العسكري باليمن، وعن ضرورة إسقاط الحركة الحوثية” أنصار الله” وحزب المؤتمر الشعبي العام من سدة الحكم بصنعاء، بالقوة العسكرية، هذه الحركة التي تنعتها الرياض بالانتقلابية واذرع إيران باليمن، وتحدثَ عوضاً عن ذلك وبشكل مسهب ومتحمس عن ضرورة تحقيق السلام باليمن والتطلع لتسوية سياسية شاملة يشارك بها الجميع، معتبراً أتفاق الرياض” الذي رعته بلاده مؤخرا وتم التوقيع عليه بين طرفي الصراع داخل المعسكر الموالي للسعودية:  السلطة اليمنية الموالية لها والمعروفة بالشرعية وبين المجلس الانتقالي الجنوبي ، معتبرا هذا الاتفاق بأنه سيفتح الباب أمام محادثات سلام أوسع بعموم اليمن/ متمنياً وقفا للحرب وأن يسود السلام الاستقرار، والشروع بالتنمية وإعادة الإعمار…!

نقول أن هذا الخطاب التصالحي للمملكة تجاه خصومها هو الأول من نوعه بهذا اللين والتلطّــف، وعلى هذا المستوى  السياسي الرفيع” على لسان الملك” منذ أن شنت حربها باليمن قبل قرابة خمسة أعوام. في وقت تصاعدت فيه الأخبار عن قُــرب توصل السعودية لعقد أتفاق مع الحركة الحوثية ومع حزب المؤتمر الشعبي العام “حزب الرئيس السابق” صالح” بوساطة عُــمانية على غرار الاتفاق الاخير، بعد أن أضحت المملكة وحيدة تغرق برمال اليمن المتحركة العميقة ,منذ أن تخلّــى عنها شريكها الرئيس بالتحالف:” الإمارات” ،وبعد أن تيقنت الرياض أن موضوع الحسم العسكري واقتحام صنعاء بات  مستحيلاَ وضربا من العبث والاستنزاف وتمريغا للسمعة السعودية، ليس فقط بسبب أخفاق السعودية عسكريا وتضعضع حدها الجنوبي على وقع العمليات الخاطفة التي ينفذها المقاتلون الحوثيون  بشكل شبه يومي هناك وحالة الانهيارات العسكرية التي تعصف بالألوية اليمنية المدعومة سعوديا، ولا فقط بسبب صمود الحركة الحوثية ومعسكرها  المتماسك ،بل بسبب تفكك المعسكر الذي تديره السعودية وبسبب تخاذل أهم قوة داخله, ونقصد هنا حزب الإصلاح ” إخوان اليمن” الفصيل المهيمن على السلطة اليمنية الموالية للرياض، وبعد أن تعمقت حالة فقدان الثقة واستعار حالة الخصومة بين هذا الحزب والإمارات قبل أن تنسحب هذه الأخيرة من مسرح العمليات العسكرية, وبين السعودية وبين هذا الحزب ايضا -وأن كان بشكل صامت- هذا الحزب المصنف خليجيا” بالحركة الإخوانية الإرهابية” برغم تلقيه الدعم المستمر من السعودية. هذا فضلا عن حالة العداء المستفحلة التي وصلت الى درجة القتال الدام بين هذا الحزب والسلطة التابعة له “الشرعية” من جهة وبين القوى الجنوبية وأبرزها المجلس الانتقالي الجنوبي.

وعطفاً على هكذا تنافر وتشطي يعصف بالحالة السعودية  وبحلفائها، وعلى وضع صدامي  مسلح يسود معسكرها من كل الجهات، فلا غرو أن نرى هذا الجنوح السعودي صوب السلم والسلام باليمن ونتمنى له النجاح. فلم يعد بقوس الصبر منزع – كما يقال- لدى الرياض من هذا الخذلان ومن هذا الكم الهائل من الانتكاسات والتعثر جرّاء تفاقم حالة الفشل والاستنزاف المالي والمادي, وتدهور السمعة الأخلاقية السعودية أمام المجتمع الدولي بسبب الوضع الإنساني والمعيشي المأساوي باليمن ، وتعاظم حالة التبرم والسخط الحقوقي الدولي مما تحمله التقارير الحقوقية الدولية المخيفة لحالة الوضع الانساني وتزايد أعداد ضحايا الهجمات الجوية.

المصدر: رأي اليوم

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى